بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نجعل من رمضان نقطة تحول لنا, كيف كان الصحابه يستقبلون رمضان
محور الموضوع أنه يجب أن تكون لكل واحد منا نقطة تحول في شهر رمضان الذي قارب على القدوم.
فيجب علينا أن نحدث تغيير في أنفسنا في هذا الشهر الفضيل بأي شكل من الأشكال ، فكل منا فيه نقص أو عيب معين لا أحد يعلم به إلا الله والشخص نفسه. فالبداية تكون بأن نسجل ما نود تغييره في أنفسنا في ورقة نحتفظ بها لتذكرنا ونكتب سبب رغبتنا في تغيير هذا الشئ.
وهنا أفضال بعض الأعمال الصالحة التي نستطيع القيام بها، أحدها قيام الليل، لما فيه من متعة ولذة وقرب من الله لا يشعر به المؤمن في أي عبادة أخرى.
فإذا لم تجرب من قبل أو تشعر أنه ثقيل أو صعب، جرب ولو لمرة واحدة واستيقظ خمس دقائق قبل صلاة الفجر لتصلي ركعتين، فقط لا أكثر. عندها ستحسب إن شاء الله من قائمي الليل، وستلاحظ في ذلك اليوم بركة في الوقت والعمل أو الدراسة وسوف تشعر بانشراح لم تشعره من قبل.
وما أعجبني عن قيام الليل هو ما رويه أن رجلا سأل أحد الصالحين: ما بال قائمي الليل وجوههم منيرة؟
فأجابه: خلوا بالله عز وجل في الظلمات فأورثهم نورا من نوره!
كما رويه "بما معناه" أن الإنسان إذا قام بالليل فتوضأ وصلى لله ركعتين، تأتي الملائكة سرجا بين السماء والأرض، فيسألهم الله عز وجل عن الخبر "وهو أعلم بهم" فيقولون: (عبد اصطلح مع ربه)!
كيف كان الصحابة والتابعين يستقبلون رمضان:
فقد كان الإمام أحمد بن حمبل يصلي في اليوم 300 ركعة! فلما سجن وعذب أشد العذاب أصبح يصلي 180 ركعة وكان عمره في ذلك الوقت 80 عاما!!!!!!!
وبما أن شهر رمضان هو شهر القرآن، فكان الصحابة والتابعين يغلقون مجالس العلم ليختلوا بالقرآن ويتفرغوا له.
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن في رمضان 60 ختمة! ويقوم الليل كله بالقرآن. فهو الذي نزلت فيه الأية: (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
وكان الإمام مالك يختم القرآن كله في ليلة!
وغيرهم من الأمثلة التي لا تحصى.
فهلا تسائلنا عن الاختلاف بيننا وبينهم؟ ألسنا مخلوقين من الطين نفسه؟ ألا تجري في عروقنا نفس الدماء؟ ألسنا نعيش على الكوكب نفسه؟؟؟؟؟
فلماذا نستثقل أو نستغرب ما فعله هؤلاء وغيرهم؟
في زمننا هذا، حاليا، رجل كويتي، متزوج وموظف يختم القرآن مرة في اليوم!
ليس بصحابي، وإنما واحد عادي. هذا يعني أن الطاقة والقدرة موجودين ولكن الهمة والإصرار......هذا ما نريده ونرجوه.
يا ترى، كيف كانوا يختمون القرآن بهذه السرعة؟
الجواب سهل، لم يمسكوا المصحف بأيديهم، بل كانوا حافظين له عن ظهر قلب، فيقرؤنه حينما يمشون ويقضون حاجاتهم حتى ينتهوا.
ولكن علينا ألا نهتم بالكم، فالقضية ليست عدد الركعات التي صليناها مع الإمام، أو كم من المال تصدقنا، أو كم ختمة ختمنا. القضية قضية "كيف؟"، الصدق في النية والعزيمة والإصرار.
مثال على ذلك، قصة:
كانت هناك امرأة فقيرة جدا، لا تملك أي شئ لدرجة أنها تنام في الشارع وفي العراء! كانت تملك شئ واحد فقط، ألا وهو "طابوقة". نعم، كانت تنام عليها كوسادة!
بالقرب من المكان الذي كانت تنام فيه، كان هناك مسجد ضخم قيد الإنشاء. ذهبت تلك المرأة ذات يوم للمهندس المشرف على بناء ذلك المسجد وطلبت منه أن يستعمل "طابوقتها" في البناء، فرفض. ترجته حتى وافق.
مرت الأيام ، جهز المسجد وقامت فيه الصلوات. وفي يوم دار حديث بين صاحب المسجد و المهندس،
فقال صاحب المسجد: أنا مستغرب من شئ.
المهندس: وما هو؟
فرد عليه: حلمت أكثر من مرة بأني اتقدم لدخول بوابة الجنة ولكن قبل أن أدخل، تزاحمني امرأة وتدخل قبلي. ولم أر تلك المرأة من قبل ولا أعرف معنى ما رأيت.
فتذكر المهندس حادثة "الطابوقة" ورواها لصاحب المسجد.
وصلت الآن لأهم جزء ألا وهو التخطيط لرمضان.
يجب أن:
1. تسجل ما تريد تغييره في نفسك، كما ذكرت سابقا، مع ذكر سبب الإرادة في تغيير ذلك الطبع أو الخصلة. ولن يتحقق التغيير إلا إذا كان نابع عن رغبة حقيقية من الداخل.
2. خطط لما تريد ممارسته من عبادات، صلاة الضحى، قيام الليل، صلاة التراويح، ختم القرآن الكريم، تدبر القرآن ، حفظ القرآن، وغيرها.
3. اجعل لكل عبادة وقتها الخاص لتنتظم عليه بشكل يومي ولكن لا تضع خطة وقتية ضيقة لأعمالك خلال اليوم، فإنك لا تعلم بالظروف الطارئة التي قد تمر بها، وذلك سوف يساعدك على المحافظة على جدولك وعدم إلغاء اي ركن منه.
4. لتعلم أن الإنسان يستطيع أن يجعل من أي عادة عبادة ومن أي فعل إلى طبع وكي تتطبع بأفعال حسنة لم تكن عليها سابقا، يجب عليك تكرار الفعل من 6 إلى 21 مرة – كما ثبت علميا - ليصبح ذلك الفعل طبعا، ونحن لدينا فرصة لتحقيق ذلك بمهلة أطول، فلدينا 30 يوم، نكرر حتى نتعود وهذا ما يسمى بالبرمجة النفسية.
5. الاستمرارية، فلا نترك ما نفعله بعد انتهاء شهر رمضان بل علينا أن نستمر في ممارسة أي نوع من العبادات التي عودنا أنفسنا عليها في الشهر الفضيل.
6. الخروج عن المألوف، كي تشعر بالتغيير والاختلاف في شهر رمضان، قم بشئ لم تفعله من قبل، لتستشعر حلاوته وتزيد من عباداتك وطاعاتك ليزداد رصيدك عند الله عز وجل.
7. لاااااااااااااااااااااا تزاحم نفسك بالأعمال. اختر ما تستطيع فعله ولا تجهد نفسك بما لا تطيقه قدرتك وهذا لا يعني التساهل والتهاون. ولكن علينا أن نقدر بصدق مدى قدرتنا على القيام بأعمال معينة، خصوصا إن كل منا لديه مسؤوليات والتزامات يجب أن يوفيها حقها كما يوفي العبادة حقها. فإن ضغط الإنسان على نفسه بالعبادات فإنه بعد وقت قصير سوف يتركها. فالأفضل أن يتدرج الإنسان بالكم. فيبدا بالقليل حتى يتمكن – لنقل حتى رمضان القادم- ثم يزيد.
8. اقنع عقلك الباطن بأنك قادر على المحافظة والمواصلة على عباداتك.
9. كرر رغبة التغيير في نفسك وذكر نفسك بالأسباب.
10. ضع مقاييس لجدولك وحاسب نفسك باستمرار. وأفضل طريقة هي أن يكون جدولك معك، لا يفارقك وبجوار كل الأعمال التي وضعتها خانات فارغة لكي تضع علامة صح أمام العمل الذي أديته فور الانتهاء منه. ستشعر بسعادة الانجاز وسيكون حافز لك على استكمال باقي الأعمال حتى يأتي آخر اليوم وقد امتلأت الخانات بعلامة الصح وذلك سيسعدك بلا شك.
11. الدعاء، الدعاء، الدعاء. فيجب علينا أن ندعو من الله عز وجل أن يثبتنا ويعيننا على تحقيق مبتغانا والنجاح في إنجاز خطتنا لهذا الشهر الفضيل.
وفي النهاية أذكر بأن غايتنا سامية ألا وهي الجنة التي نشتاق إليها ويتنافس عليها الملايين.
فلا تنسوا أننا لسنا الوحيدون الذين يعملون من أجل الفوز بها. فلتكن هممنا عالية حتى نكون من الأوائل إن شاء الله في دخول الجنان العلى بإذن الله. كما قال تعالى في كتابه الكريم (والسابقون السابقون)
لاتنسوا الردوووووووووووووووووووووووود